للبحث الدقيق يمكنك استخدام البحث المتقدم أدناه

يعتمد البحث السريع على الكلمات الموجودة داخل عنوان المادة فقط، أما البحث المتقدم فيكون في كافة الحقول المذكورة أعلاه

موسم السخرية بالجامعات العربية

  • الكاتب : محمد عارف

    مستشار في العلوم والتكنولوجيا

  • ما تقييمك؟

    • ( 3 / 5 )

  • الوقت

    12:38 م

  • تاريخ النشر

    27 أكتوبر 2016

فداحة الظلم الواقع في الجامعات العربية يعشي عيون الظالمين والمظلومين على حد سواء، وإلا لماذا لا تتابع أي جهة عربية، حكومية أو مدنية، موضوع نزوح وسرقة الكفاءات العربية، وكيف أصبحت مواسم الإعلان عن التصنيف العالمي للجامعات مناسبات للسخرية من الجامعات العربية، يشارك فيها من يعرف ومن لا يعرف ومن لا يريد أن يعرف، وأتعسهم يخشى حتى التفكير بسرقة وتدمير كفاءات العراق وسوريا وفلسطين وليبيا؟ وهنا، كما يقول أينشتاين «الحساب لا يَحِسُب». فليس التعليم الجامعي وحده، في هذه البلدان وحدها يتداعى لكل عالم ومهندس وطبيب قتيل وهارب ومشرد ومسروق، بل نقمة العرب والمسلمين كالفالق الزلزالي، لا نعرف كيف ومتى وأين، يزلزل.

تصنيف الجامعات غير منصف بالجامعات العربية، التي «أجرت إصلاحات كبيرة شبيهة تماماً بإجراءات الجامعات الأوروبية، شملت التقييم المنظم لأداء الهيئات التدريسية، واجتذاب ودعم الطلاب المقبولين». بيّن ذلك مسح واسع أشرفت عليه كرمة الحسن، أستاذة ورئيسة «دائرة البحث الدولي والتقييم» في الجامعة الأميركية ببيروت. إلاّ أن الباحث المغربي جميل سالمي، الخبير السابق في «البنك الدولي»، يسخر من حصول الجامعات العربية على مرتبة 0.08  % في التصنيف العالمي، ويعتبر أن ذلك «يناقض الأداء الرائع لبلد صغير كهولندا التي دخلت 4 من جامعاتها في تصنيف أكبر 100 جامعة في العالم». وهولندا "الصغيرة الرائعة" قوة استعمارية عاتية، نهبت خلال قرنين ثروات إندونيسيا، أكبر بلد إسلامي، وشاركت عام 2003 في

ولو أُعطيَت البلدان والجامعات نقاطاً في التصنيف العالمي للجامعات، مقابل كفاءاتها المسروقة والُمدَّمرة، لوجدنا جامعات عربية وأفريقية تنافس «هارفرد» و«ستانفورد» و«بيركلي» و«كيمبردج».. وغيرها من الجامعات التي تحتل المراتب الأولى في التصنيف، ويتكون ربع هيئاتها التدريسية على الأقل من كفاءات مسروقة. فقد هاجر واحد من كل تسعة خريجين من جامعات أفريقيا إلى بلدان "منظمة الاقتصاد والتعاون والتنمية".

ونزوح الأدمغة أشد ما يكون في بلدان أفريقية صغيرة هاجر نصف سكانها المتعلمين إلى بلدان منظمة الدول الغنية. و«المهاجرون يلعبون دوراً متزايداً في قوة العمل الهندسية والعلمية في الولايات المتحدة»، عنوان تقرير صدر الشهر الماضي عن «المؤسسة القومية للعلوم في الولايات المتحدة»، وكشف عن «العامل المهم للهجرة في النمو الشامل لقوة العلوم والهندسة في الولايات المتحدة خلال السنوات العشر الأخيرة»، حيث ارتفع عدد العلماء والمهندسين من نحو 21 مليوناً إلى29 مليوناً، بينهم أكثر من 5 ملايين مهاجر، منهم نحو 3 ملايين آسيوي، بينهم مليون من الهند، ونصف مليون من كل من الفليبين والصين. ولا يذكر التقرير جنسيات المليون آسيوي الآخرين، وبينهم العرب الذين يشكلون كذلك قسماً كبيراً من علماء ومهندسي أفريقيا المهاجرين، وعددهم 333 ألفاً. وسرعةَ مْنح 63 % من هؤلاء العلماء والمهندسين المهاجرين الجنسية الأميركية، و22 % الإقامة الدائمة، و15 % الإقامة المؤقتة، يمثل «القنص العالمي للمواهب»، حسب كتاب «أعطونا أفضلكم وألمعكم».

ويذكر الكتاب الصادر عن «مركز التنمية العالمية»، أن «تغير الحكم على هجرة الكفاءات ما بين اعتبارها نعمة أو نقمة، يعبِّر عن تَرنّح التفكير التنموي من رأي متطرف إلى رأي متطرف مضاد له». والقول بأن هجرة الكفاءات غير ضارة بل نافعة ليس صحيحاً «فالبلدان تحتاج إلى المواهب للإبداع، وبناء المؤسسات، وتنفيذ البرامج، وهي مفاتيح التنمية بعيدة المدى». وحقيقة أن أكثر من نصف حملة شهادات الدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا في الولايات المتحدة مولودون خارجها، عامل مهم في الإبداع الأميركي، وبالتالي في الإنتاجية العالية. و"هنا بالأحرى، وليس في مؤثرات سوق العمالة، تظهر عواقب النفع أو الخسارة الناجمين عن تدفق رأس المال البشري".

 

بريد الكاتب الالكتروني: maref21@yahoo.co.uk

هذا والموقع يساعد المؤلف على نشر إنتاجه بلا مقابل من منفعة معنوية أو مادية، شريطة أن يكون العمل متوفراً للنسخ أو النقل أو الاقتباس للجمهور بشكل مجاني. ثم إن التكاليف التي يتكبدها الموقع والعاملون عليه تأتي من مساعدات ومعونات يقبلها الموقع ما لم تكن مرتبطة بأي شرط مقابل تلك المعونات.

ترخيص عام

الموقع قائم على مبدأ الترخيص العام للجمهور في حرية النسخ والنقل والاقتباس من جميع المحتويات والنشرات والكتب والمقالات، دون مقابل وبشكل مجاني أبدي، شريطة أن يكون العمل المستفيد من النسخ أو النقل أو الاقتباس متاحا بترخيص مجاني وبذات شروط هذا الموقع، وأن تتم الاشارة إلى منشورنا وفق الأصول العلمية، ذكرا للكاتب والعنوان والموقع والتاريخ.

مواضيع ذات علاقة

0 التعليقات

أضف تعليقك

/* Whatsapp Share - 26-6-2023 */