للبحث الدقيق يمكنك استخدام البحث المتقدم أدناه

يعتمد البحث السريع على الكلمات الموجودة داخل عنوان المادة فقط، أما البحث المتقدم فيكون في كافة الحقول المذكورة أعلاه

لكي تكون كاتباً ناجحاً

  • الكاتب : الحسين بشوظ

    منظمة المجتمع العلمي العربي

  • ما تقييمك؟

    • ( 3 / 5 )

  • الوقت

    09:29 م

  • تاريخ النشر

    24 أغسطس 2016

الكلمات المفتاحية :

  سِلسلة: الدليل المنهجيّ إلى الكتابة العِلمية باللغة العربية 2

إذا كنت تطمح إلى أن تكون كاتبا حقيقيا، محترفا وناجحا، فهذا المقال مُعدٌّ لك خِصِّيصاً

كل من يمارسُ عملية الكتابة، إلاَّ ويَطمح لأن يكون كاتبا ناجحا، محترفا ومتميزا، بِغَضِّ النظر عن التخصص الذي يكتُبُ فيه، وسواءً أظهر هذا الطموح أو أخفاه في قرارة نفسه. ولكن الطموح والرغبة وحدَهُما على أهمِّيتِهِما لا تكفيان لتحقيق هذا الهدف، فلِكل مهنة أو صنعة أو حرفة شروطُها وآلياتُها وضوابطُها. وفِعْلُ الكتابة ليس مُستثنىً مِن هذه القاعدة. فلكيْ تكون كاتبا ناجحا ومحترفا لابد لك من الإلمام بمجموعة من الأمور الهامة التي يتغافل عنها كثيرٌ مِن المُمارسين لِمهنة الكتابة، في حين يجهلُها معظمُهم ولا يعرف عنها أيَّ شيء.

كلٌّ مِنَّا عندما يَهُمُّ بالكتابة، فإنه يتوقع أن تصل كتاباتُه (مقالات / كتب / أبحاث / خواطر ..) إلى قارئ افتراضي سيقرأُ ما نكتبُه. وهذا القارئ الذي نفترِضُه، قارِئٌ مثاليٌّ، عالِمٌ، عارفٌ وماهر باللغة كذلك، وبالتالي يتعين علينا كسبُ هذا القارئ، وعدم التفريط فيه، وتحبيبُ كتاباتِنا له. وللوصول إلى هذا الهدف يجب اتباع خطوات بسيطة جدا منها:

  1. عدم استغفال القارئ
    في عصر السرعة وثورة الاتصال التي نعيشها اليوم، حيث الملايين من الناس عبر العالم يكتبون يوميا ملايين الصفحات، ويؤلفون آلاف الكتب، تكون حظوظك في الحصول على عدد مقبول من القراء تحديا حقيقيا، لذلك يتوجب عليك الكتابة بطريقة جذابة ومثيرة تجعل كل من يقرأ بضع كلمات من مقالك يستسلم لقراءة المقال كله. يلزمك لتحقيق هذه الجاذبية استخدام لغة جذابة، تتوافق مع نوعية الموضوع الذي تكتبه (فإذا كان المقال علميا مثلا، يتوجب عليك الابتعاد قدر الامكان عن الانشاء، واستعمال الكلمات المجازية والاستعارية، يجب أن توظف لغة واضحة بمفاهيم ومصطلحات واضحة ومفهومة، واستعمال جُمل قصيرة عوض الجمل الطويلة، مع تعزيز المقال بالأمثلة الشارحة، يجب عليك توضيح القضية التي ستعالِجها في الأسطر الأولى للمقال (المقدمة) وتُعجِّلَ بقضية المقال لمعالجة الموضوع، ثم تنتهيَ في الأخيرة إلى نتيجة مُعيَّنة. يجب أن تركز على العنوان، فالعنوان المثير يجتذب القراء، ولكن يجب أن تكون أمينا في استمالة القارئ وتفترض دائما أن هذا القارئ عالٍمٌ وعارف ويستحيل خِداعُه، ويجب على العنوان المثير أن يعكس جودة المقال.
     
  2. عدم إرهاق القارئ
    عندما يحس القارئ بأن ما يقرؤُه ركيكٌ على مستوى اللغة، أو مُفرط في الطول من حيث عدد الصفحات، حيث يغلب عليه الإنشاء، ولا يجد معلومة واحدة إلا بعد أن يقرأ  صفحة كاملة أو أكثر، كل هذه الأمور تُرهق القارئ، وتجعله يستغني عن قراءة مقالِك. مهما بلغت درجة تخصصه أو قيمته العلمية، فهناك تفاصيل بسيطة قد تحكم على مقالِك بالفشل، وتحكم عليك أيها الكاتب كذلك بالفشل. فكما سبق وذكرنا، هناك ملايين من الناس حول العالم يكتبون كل يوم، ولكن الكتاب الحقيقيين قليلون جدا، ومعدودون على رؤوس الأصابع، فحاول أن تكون أنت واحدا منهم.
     
  3. لا تَطمَح إلى أن تكون مِن الكُتَّاب المُكثرين
    في بداية مشوارك لِأن تصبح كاتبا ناجحا، لا تهتمَّ كثيرا بكمية المقالات التي تكتبُها، بل ركز على جودة ما تكتب، فالكثرة لا تعكس الجودة أبدا، هناك كتاب حول العالم يكتبون مقالا واحدا كل ثلاثة أشهر، وقبل صدور المقال تجد آلاف الناس ينتظرونه بفارغ الصبر، هذا النوع من الكُتَّاب تتسابق عليهم كبريات الجامعات والمعاهد العالمية والمجلات والصحف العالمية. الكثرة شيء جميل وجيد، ولكنها خطوة متقدمة ستأتي فيما بعد، وذلك بعد أن تمرّن نفسك على الكتابة بالطريقة العلمية والمنهجية الصحيحة، وِفق الضوابط المتعارف عليها أكاديميا.
     
  4. لِكيْ تكتب لا بد لك أن تقرأ
    يستحيل أن تكتب بشكل جيد وأنت لا تقرأ، فالقراءة هي سبيلُك الوحيد والأوحد لأن تصبح كاتبا ناجحا، لأنها تمنحك الزاد اللازم كيْ تصبح كاتبا محترفا، فمِنَ القراءة الدائمة تُكوِّن ثقافتَك الموسوعية التي تمكنُك من القدرة على الاستنتاج والملاحظة ومناقشة المواضيع والأفكار، كما أن القراءة المنتظمة تُمَكِّنك مِن امتلاك الزاد اللغوي الذي ستحتاجُه في عملية الكتابة. لأن الذي لا يقرأ يكون عنده نقصٌ كبير في المفردات، فيصعب عليه التعبير عن أفكارِه باللغة، كما أن محدودَ المفردات اللغوية، سيجد نفسه يُكرر دائما نفس الكلمات التي يعرفها عندما يكتب، فيضطر إلى الشرح بواسطة ما معه من كلمات. هذا الترقيع يُوقِع في جُملٍ طويلة بلا معنىً وبلا مضمون. ولكيْ يستطيع الكاتب أن يتغلب على هذا الإشكال، لابد له من المواظبة على القراءة وبشكل منتظم، والتركيز على المادة الأدبية (الروايات – قصص – المسرحيات ..) مهما كان تخصصُه بعيدا عن الحقل الأدبي، لأن المادة الأدبية غنية بالمعجم اللغوي الضروري لفِعل الكتابة، ودوام القراءة تُمَكِّن الكاتب من زادٍ كبير ومعتبَر من المفردات الأساسية، التي ستساعده بلا شك على الكتابة باللغة العربية، وبأسلوب محترف كذلك. ومن المواقف الغريبة التي حدثتْ في هذا السياق، أنَّ هاويا للكتابة الأدبية كان يكتب ويعرِض كتاباته على أديب كيْ يُعطيه انطباعاتِه حولها، ويقوم بتقويمِها، وكانت هذه الكتابات ضعيفة وهزيلة جدا، فأراد الأديب أن يُرشد الكاتب ويوجّهَه إلى الطُرُق الصحيحة في الكتابة، فسأله عن الكتب الأدبية التي قرأها مِن قبْل والتي يقرؤُها حاليا؟  فأجاب ذلك الكاتب الهاوي قائلا: (أنا لا أقرأ، أنا أكتبُ فقط). وهذا هو أصل المشكل في وطننا العربي، فأُمَّــة اقرأ لا تقرأ، والذي لا يَقرأ لا يمكن أن يكتب أبدا.

 
ابدؤوا القراءة وداوِمُوا عليها بانتظام، وستصبحون محترفين في الكتابة.

 

بريد الكاتب الالكتروني: bachoud.houssaine@gmail.com​

هذا والموقع يساعد المؤلف على نشر إنتاجه بلا مقابل من منفعة معنوية أو مادية، شريطة أن يكون العمل متوفراً للنسخ أو النقل أو الاقتباس للجمهور بشكل مجاني. ثم إن التكاليف التي يتكبدها الموقع والعاملون عليه تأتي من مساعدات ومعونات يقبلها الموقع ما لم تكن مرتبطة بأي شرط مقابل تلك المعونات.

ترخيص عام

الموقع قائم على مبدأ الترخيص العام للجمهور في حرية النسخ والنقل والاقتباس من جميع المحتويات والنشرات والكتب والمقالات، دون مقابل وبشكل مجاني أبدي، شريطة أن يكون العمل المستفيد من النسخ أو النقل أو الاقتباس متاحا بترخيص مجاني وبذات شروط هذا الموقع، وأن تتم الاشارة إلى منشورنا وفق الأصول العلمية، ذكرا للكاتب والعنوان والموقع والتاريخ.

مواضيع ذات علاقة

2 التعليقات

  • خليل منصور الشرجبي06 سبتمبر, 202306:15 ص

    التدقيق اللغوي

    بعد التحية والسلام. هناك ملاحظة طفيفة لم أتمكن من التغافل عنها لاسيما في موقع كموقعكم، وفي مقالة تتحدث عن "الكتابة الناجحة": ففي الفقرة أسفل العنوان الفرعي (2) "عدم إرهاق القارئ" بدأت الجملة الثانية بـ "مهما بلغة درجة تخصصه .... الخ" والأصح هو أن التاء في كلمة "بلغة" هي تاء مفتوحة، بحيث تظهر الكلمة هكذا "بلغت". فالكتابة الناجحة تتطلب أيضاً "المراجعة والتدقيق" لما نكتب والمزيد من التمحيص والتنقيح، ولأكثر من مرة. وبطبيعة الحال، فإن كل ذلك يرمي إلى تقليل الأخطاء قدر المستطاع، رغم أن أن ذلك يبدو أحياناً - وربما غالباً - أمر صعب المنال. مع علمنا بأن الكمال لله سبحانه وتعالى، لكن حرصنا وتقديرنا للغتنا تجعلنا لا نكل ولا نمل من محاولة ذلك. جهودكم محط كل التقدير. مع أصدق التمنيات لكم بالتوفيق.

    رد على التعليق

    إرسال الغاء
  • Arsco 08 سبتمبر, 2023 09:26 م

    التدقيق اللغوي

    صدقت، ونعتذر عن هذا الخطأ غير المقصود بطبيعة الحال. وسنقوم بالتعديل فوراً، بإذن الله. شكرا لك. نرحب بتنبيهاتكم دائما، فهذا الموقع هو منكم ولكم.

    رد على التعليق

    إرسال الغاء

أضف تعليقك

/* Whatsapp Share - 26-6-2023 */