تبرز قيمة هذا الكتاب في أنه أول كتاب يطرح للنقاش موضوع التفكير العلمي في الطب، ففيه يتخذ ابن رشد موقف المفتي فيما يجب أن يكون عليه الطب حتى يرتفع من مجرد مجموعة معارف طبية تراكمت بفعل التجربة الى مرتبة العلم الذي تؤسسه "كليات" أي أسس و مبادئ و مناهج. و هكذا فإن هذا الكتاب، و إن كان غير مسبوق من حيث منهجه إلا انه جزء من عملية "التصحيح" التي قام بها ابن رشد في مختلف فروع المعرفة في عصره.

أما عن مرتبة الكتاب "فهو يغني المتعلم عن أن يقرأ قبله أو بعده كتاباً من كتب الطب، إذ كان جامعاً لكل ما يحتاج إليه المتعلمون و المعلمون .." و هو يقدم بالإضافة الى ذلك نقداً لعدد كبير من الآراء الطبية و النظريات العلمية التي سادت في تلك العصور، فجميع القرائن تشهد بأن الصيغة الأولى لكتاب "الكليات" ترجع الى أوائل عهد ابن رشد بالتأليف، و انه ظل يراجعه الى أواخر حياته العلمية.

و"الكليات في الطب" يقع في سبعة كتب و مقدمة تبحث في تعريف الطب و أقسامه و ما يتميز به الطب عن العلم الطبيعي. أما الكتاب الأول فعنوانه: تشريح الأعضاء، و الثاني: الصحة، و الثالث: المرض، و الرابع: العلامات، و الخامس: الأدوية و الأغذية، و السادس: حفظ الصحة، و السابع: شفاء الأمراض، بالإضافة الى معجم بالمصطلحات الطبية العربية.

يقع الكتاب في 662 صفحة

توزيع مركز دراسات الوحدة العربية

و يمكن الحصول عليه من هنا