نُطلق على القمر لقبَ "القمر العملاق " أو "القمر السوبر" عندما يكونُ قريبا من نقطة الحضيض، وهي النقطة التي يكون فيها القمرُ قريبا من الأرض، عِلما أن متوسطَ المسافة بين الأرض والقمر هو 385 ألف كلم تقريباً. يُقارِبُ القمرُ منطقة الحضيض في مدارِه حولَ الأرض مراراً وتكراراً، ولكنه لا يبلُغُ نقطة الحضيض تماما، بل يكونُ قريبا منها إلى حدٍّ ما، حيث يُمكّننا مشاهدتِه في حجم أكبر من حجم الحقيقي خلال ثلاثة أشهرٍ متتالية، (أكتوبر - نوفمبر – ديسمبر) من هذا العام (2016).  ففي شهريْ أكتوبر وديسمبر، يكون القمر بالقرب من منطقة الحضيض وتُصبح المسافة بينَهُ وبين الأرض في هذه الوضعية ما بين 357 ألف كلم، 358 ألف كلم، كما يمكن للقمر أن يبلغَ منطقة الحضيض وهو في طور المحاق أيضاً، وفي هذه الحالة لا نراه.

أما في ليلة 13، 14 نوفمبر 2016م سيشاهد العالم القمر وهو بدرٌ عملاقٌ على غير عادته، حيث يُشرق مع غروب الشمس، ويغرُبُ مع شروقِها، ويكون القمر في هذا اليوم قريبا جدا من نقطة الحضيض نفسِها حيث تبلغ المسافة بينه وبين الأرض حواليْ 356 ألف كلم فقط، كما يكون قرصُه أكبر بنسبة 14% من حجمه المعتاد وأكثر إشراقا بــ 30% كذلك، ونشير إلى أن القمر لم يبلغ مثل هذا القُربَ منذ عام 1948م. ولن يبلغَهُ مرة أخرى حتى سنة 2034م.

تجدر الإشارة إلى أن الحجم الكبير الذي يُرى عليه القمر، مجرّدُ خداعٍ بصريّ يقوم به الدماغ، وذلك ناتج عن تفاعل البعد والارتفاع والأجسام والموجودات المادية التي تكون في مجال الإبصار. وقد كُتبتْ مجموعة من النظريات حول هذه الظاهرة البصرية، إلا أنها محضُ تفسيرات أولية وتحتاج إلى مزيد من الأبحاث والدراسات التجريبية، لمعرف السِّرِّ وراءَ تكبير الدماغ لصورة القمر في أوقات محددة من السنة.

مصطلح "القمر العملاق" مصطلح مأخوذ من عِلم التنجيم الحديث، استعضنا به عن المصطلح الدخيل المأخوذ من المصطلح الانجليزي "Supermoon" وهي ظاهرة اكتمال القمر عند وصولِه إلى أقرب نقطة من كوكب الأرض، مما يجعلُه باديا بحجم أكبر بكثير مِن حجمِه الحقيقيّ، والمصطلح الفني الذي يتم التعبير به عن هذه الظاهرة هو " الاقتران القمري لنظام أرض - قمر – شمس".

بريد الكاتب الالكتروني: altadross@yahoo.com