الكاتب : المحرر
منظمة المجتمع العلمي العربي
10:56 صباحًا
30, أكتوبر 2011
تقرير جديد صدر في الثاني والعشرين من أكتوبر 2011 من قبل المؤسسة الدولية لهشاشة العظام، يبين أن هشاشة العظام تمثل مشكلة خطيرة ومتنامية في الشرق الأوسط وأجزاء من أفريقيا.
جمع بيانات من 17 دولة من الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا، صدر تقرير موثق وبارز يبحث في علم الأوبئة، التكاليف والأعباء الناشئة عن هشاشة العظام في كل بلد على حدة، ولمجموع الدول في المنطقة. وقد قدم هذا التقرير في المؤتمر الأول لهشاشة العظام في الشرق الأوسط وأفريقيا، والذي عقد في دبي 19 – 22 أكتوبر 2011، وبحضور الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي. ومن المتوقع حدوث زيادة كبيرة في كسور العظام في المنطقة ككل. حيث من المتوقع زيادة أعداد من هم فوق الخمسين من السكان لنسبة تصل الى 25 % بحلول العام 2020. ومن النتائج المزعجة التي يخلص إليها التقرير أن البحوث حول ترقق العظام وكسور الحوادث، والموضوعات ذات الصلة، هي في أحسن الأحوال يمكن أن يقال عنها نادرة.
قائدة فريق مؤلفي التقرير، البروفسورة الدكتورة غادة الحاج فليحان، مديرة برنامج استقلاب الكالسيوم وترقق العظام، ومديرة مركز التعاون لاضطرابات التمثيل الغذائي للعظام في منظمة الصحة العالمية، في الجامعة الأمريكية في بيروت، علقت على ذلك بقولها: "هذا التقرير يكشف عن وجود فجوة كبيرة جداً ينبغي أن تملأ. البيانات المنشورة حول معدلات الإصابة بكسور الورك متوفرة فقط لإيران والكويت والمملكة العربية السعودية ولبنان والمغرب وتركيا". واحدة من التوصيات الرئيسية لهذا التقرير هي التأكيد على الحاجة الى مزيد من الأبحاث لجمع المعلومات اللازمة التي من شأنها مساعدة السلطات الصحية في هذه الدول على وضع سياسات صحية شاملة وعلى جميع المستويات.
نتيجة للتنمية الاقتصادية، أصبحت الأمراض غير المعدية هي السبب الرئيسي للوفيات والاعتلالات في المنطقة. حسب هذا التقرير الى الآن، أعتبر ترقق العظام كأولوية صحية وطنية في ثلاث دول، وتوجد مبادئ توجيهية وطنية لعلاج ترقق العظام في خمس دول فقط. كما تفتقر معظم المراكز الطبية الى التكنولوجيا المعتمدة في الكشف عن ترقق العظام في هذه الدول. وعلاوة على ذلك يبين التقرير أن مستوى الوعي بترقق العظام لدى المهنين في هذه المراكز يتراوح بين المنخفض والمتوسط. برامج التعليم ونمط الحياة لعموم السكان، والتدابير التي يمكن أن تساعد على وقف المد المتصاعد من الاصابة بترقق العظام في العقود المقبلة، هي أيضاً تعاني من نقص خطير.
على نطاق واسع، نقص فيتامين (د) وانخفاض كمية الكالسيوم قد تكون مسؤولة جزئياً عن الزيادة المقلقة في ترقق العظام. نسبة نقص فيتامين (د) تعتبر من أعلى المعدلات في العالم، وقد قدرت بما يتراوح بين 50 – 90 % في كثير من البلدان وعبر جميع الفئات العمرية، وذلك على الرغم من وفرة أشعة الشمس في هذه المنطقة. الدكتورة الطبيبة جيما أديب الكاتبة الرئيسية للتقرير والأمين العام للجمعية العربية لترقق العظام ذكرت أن فيتامين (د) يعتبر عنصراً أساسياً لصحة العظام وطريقة رخيصة نسبياً لتقليل خطر الكسور. ومن الضروري أن تطور المنطقة استراتيجيات للتزود بفيتامين (د) مبنية على بيانات محلية للمجموعات المعرضة للخطر.
على مستوى الفرد، كسور الهشاشة هي في النتيجة معاناة شديدة وعجز فضلا عن فقد الانتاجية ونوعية الحياة. كما أنها تمثل عبئاً كبيراً على أنظمة الرعاية الصحية. كبار السن الذين يعانون من كسور الورك هم غالباً ما يواجهون فترة طويلة من العجز والذي يؤدي الى فقد استقلاليتهم وخطر كبير للوفاة. معدلات الوفيات بعد حدوث كسور الورك في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا أعلى من نظيرتها في الدول الغربية. فبينما تتراوح هذه المعدلات بين 25-35 % في السكان الغربيين، فإن الدراسات الأولية قد بينت أنها تتضاعف بمقدار 2-2.5 مرة في هذه المنطقة.
البريد الالكتروني للكاتب: info@arsco.org
الكلمات المفتاحية