للبحث الدقيق يمكنك استخدام البحث المتقدم أدناه

يعتمد البحث السريع على الكلمات الموجودة داخل عنوان المادة فقط، أما البحث المتقدم فيكون في كافة الحقول المذكورة أعلاه

العربية أمُّ لغات غرب أوروبا وأمريكا

  • محمد البشير بُوسَلاَّم

    كلية الآداب والعلوم الإنسانية - جامعة محمد الخامس بالرباط

  • ما تقييمك؟

    • ( 3.5 / 5 )

  • الوقت

    04:15 ص

  • تاريخ النشر

    26 يونيو 2019

الكلمات المفتاحية :

كانت لغة الضاد وستبقى من أعظم لغات العالم إن لم تكن أعظمها. ولا أقول هذا بدافع الاعتزاز والفخر بها - وهي أهلٌ لذلك وأيم الله- أو لأنها سادت العالم القديم لقرون خلت وكانت لغته في الحياة والدين والعلم والأدب والتجارة والسياسة والرياسة وغيرها، بل لأنها فعلا لغة عريقة وعميقة الجذور في التاريخ وكل لغات العالم في الشرق والغرب اغترفت من معينها لإنشاء لغاتها وترسيخها. ولا أحد يستطيع، بعدما غصتُ في محيطها وقضيتُ في محراب البحث فيها ردحا غير يسير من الزمن أن يقنعني أنها ليست أختا للغات الشرقية وأما لجل اللغات الغربية وقيل سيدتها (ما عدا الجرمانية والاسكندنافية والسلافية والصينية واليابانية ولغات كوريا وماليزيا وباقي بلدان جنوب شرق آسيا).

ومع ذلك يصر الغرب منذ عصر "النهضة" على إنكار أسبقية هذه اللغة وفضل العرب ودورهم الرائد في بناء الحضارة الإنسانية"، بل سعى العديد من مستشرقيه إلى" الفصل الكلي بين الشعوب والثقافات والعقول وإثبات أن الجنس الأوروبي والعقل الأوروبي متفوقان على بقية الأجناس والعقول وخصوصا على الجنس العربي والعقل العربي". ولا توجد إلا ثلة عادلة قليلة منهم تنصف المشرق العربي وتعترف بعلو كعب هذه اللغة وتسلم بدورها الكبير في "نقلها للغرب من حال إلى حال". 

كنتُ ألاحظ وأنا أتجول في فرنسا وإسبانيا وهولندا وبلجيكا مثلا أن سكانها متعصبون إلى حد كبير للغاتهم ويرفضون غيرها بقوة. وإن كان لهم الحق في ذلك فلا حق لهم في الاستمرار في التشبث بمعلومات سقيمة عن لغاتهم واللغة العربية نفسها ويرتكبون خطئا علميا مزدوجا يحتاج إلى تصحيح. فهم يفخرون بأصل لغاتهم اللاتيني والحقيقة أنها مستمدة من اليونانية. وما يجهلونه أكثر أن اليونانية ذاتها مقتبسة من اللغة العربية التي تضرب بجذورها العميقة في اللغة الآرامية وهي ابنة شرعية للحضارات التي تألقت في بلاد الرافدين منذ آلاف السنين. وقد كاتبتُ إدارة أكبر المعاجم الفرنسية حاليا في هذا الشأن وتجولتُ في متحف اللوفر وراسلتُ أكاديمية اللغة الفرنسية وزرتُ معهد العالم العربي والمكتبة الوطنية بباريس وغيرها بحثا عن أمل في الحوار وتصحيح أخطاء الغرب عن الشرق فلم أجد غير الرفض والصدود لكن بطرق غاية في اللياقة واللباقة والكلام العذب. وما كنتُ بعقلية من يؤمن بحوار الحضارات والتقارب بين اللغات والثقافات ومن يريد التفاهم العلمي وتصحيح المواقف المجحفة في حق لغة تستحق التكريم والتقدير والاحترام ممن يقف أو يتراجع أو يلقي السلاح وظل هذا السؤال الحارق يؤرقني: لماذا يستنكف الغرب عن الاعتراف بدور العربية في بناء لغاته؟ فهل صحيح أنهم يجهلون الحقيقة؟

ألا يعلمون أن اللغة العربية قد حافظت على تألقها وألقها رغم نوائب الدهر التي ألمت بأهلها وما حل بالعالم العربي الإسلامي من تراجع ابتداء من القرن 16 و17 وما تبع ذلك من تكالب الاستعمار الأوروبي في القرن 19 و20 م، وبفضل قوتها وحيويتها وصلت إلى القرن الحادي والعشرين شامخة؟ ألم يتساءلوا على مقومات استمرارها وصمودها أكثر من غيرها من اللغات؟

لا أحد يجادل اليوم أن الإنجليزية هي أول لغات العالم (يتكلمها مليار ونصف) تليها الصينية - الماندارينية- (بأكثر من مليار بقليل) ثم الإسبانية (567 مليون من المتحدثين) والعربية التي يبلغ الناطقون بها 538 مليون (وعددهم في الحقيقة يتعدى 600 مليون داخل الوطن العربي وخارجه، وبذلك فهي تحتل المرتبة الرابعة أو الثالثة عالميا قبل الهندية ب 381 م والفرنسية ب291 م والروسية ب 268 م). 

لكن هذه الرتب والإحصاءات لاتهم ولو أنها تفرض نفسها، بقدر ما تعنينا إبراز حقيقة تاريخ اللغة العربية ودورها العالمي والحضاري والثقافي والعلمي وإسهاماتها في دعم غيرها من اللغات الغربية (التي أصبحت تتنكر لسبقها وتطمح إلى منافستها بأصول لغوية هي في أصلها عربية). إننا لا نستسيغ أن يتعامل الغرب بهذا الأسلوب غير السليم ولا نسمح لهم بالقول بأن هذه اللغة "لم تعد تصلح للعلم والمدنية، وعلى العرب أن يغيروا كل شيء في أساليبهم وأصولهم العربية" أو بادعاء أنها "لا تتسع للمصطلحات التقنية والفنية". هذا كلام نرفضه جملة وتفصيلا لأنه افتراء باطل وهو يعتبر من "الدعاوي الساقطة بالبداهة". 

وبالحجج التاريخية والبراهين اللغوية  سنُجلي كل ريب ونزيح الغشاوة على البصائر وسنؤكد أن  العربية مصدر جل اللغات الغربية، بما فيها اليونانية التي اعتمدت عليها اللاتينية قبل أن تتفرع عنها اللغات اللاتينية والرومانية (أو الرومانيقية) والأنجلوسكسونية الحالية. وليس هذا فحسب، بل ما يشهد على تفوقها على غيرها أنها ما زالت إلى يومنا هذا لغة عظمى تقتبس منها اللغات المجاورة لها كالبنغالية والهندية والأندونيسية والكازاخية والكردية والقرغيزية والماليزية ولغة الباتشو والفارسية والبنجابية والسندية والصومالية والسواحلية والتركية والتركمانية ولغة الأردو والويغور(لغة متداولة في الصين والكازاخستان وتركيا وأوزبكستان وقرغيزيا) والأوزبكية. هذا زيادة على 25 لغة في العالم المعاصر تستعمل الأبجدية العربية للكتابة على رأسها الفارسية (التي تزخر بالمصطلحات العربية).

  • المقال كاملاً بمراجعة تجدونه في ملف الـ PDF المرفق أعلى الصفحة

 

البريد الإلكتروني للكاتب: bousselam.med@gmail.com

هذا والموقع يساعد المؤلف على نشر إنتاجه بلا مقابل من منفعة معنوية أو مادية، شريطة أن يكون العمل متوفراً للنسخ أو النقل أو الاقتباس للجمهور بشكل مجاني. ثم إن التكاليف التي يتكبدها الموقع والعاملون عليه تأتي من مساعدات ومعونات يقبلها الموقع ما لم تكن مرتبطة بأي شرط مقابل تلك المعونات.

ترخيص عام

الموقع قائم على مبدأ الترخيص العام للجمهور في حرية النسخ والنقل والاقتباس من جميع المحتويات والنشرات والكتب والمقالات، دون مقابل وبشكل مجاني أبدي، شريطة أن يكون العمل المستفيد من النسخ أو النقل أو الاقتباس متاحا بترخيص مجاني وبذات شروط هذا الموقع، وأن تتم الاشارة إلى منشورنا وفق الأصول العلمية، ذكرا للكاتب والعنوان والموقع والتاريخ.

مواضيع ذات علاقة

0 التعليقات

أضف تعليقك

/* Whatsapp Share - 26-6-2023 */