حصل البروفيسور التونسي الشاذلي العبدلي الباحث في التكنولوجيا الحيوية (البيوتكنولوجيا) النباتية على جائزة الإتحاد الأفريقي القارية "كوامي نكروما" للامتياز العلمي تقديراً لمسيرته العلمية والبحثية الطويلة التي تجسدت في مئات الأوراق البحثية والعديد من براءات الاختراع حول النباتات المقاومة للضغوطات البيئية القاسية وتثمينها وتحسين مردوديتها، وتأهيل التربة الملوثة والمالحة، والإشراف على عشرات أطروحات الدكتوراه، إضافة إلى الإشراف على العديد من مخابر ومراكز ومؤسسات للبحث العلمي.

ومن المنتظر أن يتسلم الدكتور العبدلي، هذه الجائزة بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا بمناسبة انعقاد القمة الأفريقية يومي 9 و10 فبراير (فيفري) 2020، حسب بلاغ صادر عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.

ولد البروفيسور في محافظة صفاقس (وسط تونس) عام 1957 وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في مسقط رأسه قبل أن يلتحق بمدرسة المعلمين العليا بتونس أين تخرج بامتياز حائزاً على جائزة رئيس الجمهورية لعام 1980. ثم حصل على دكتوراه الدولة في العلوم الطبيعية من كلية العلوم بتونس عام 1997. وكرس الدكتور العبدلي وقته بعد ذلك للبحث والتطوير في مجال التكنولوجيا الحيوية النباتية وعمل طويلاً على تثمين النباتات المقاومة للملوحة وتحسين مردوديتها في مخبر النباتات المقاومة للضغوطات البيئية القاسية في مركز البيوتكنولوجيا في برج السدرية كباحث ثم كمدير لثلاثة مخابر بحث بين عامي 2002 و2010.

بداية من عام 2011 تم تعيين العبدلي مديراً عاماً للمركز إلى غاية 2017 عندما تم تكليفه بالإشراف على الوكالة الوطنية للنهوض بالبحث العلمي وهو المنصب الذي يشغله إلى حد اليوم.

لم يقتصر اهتمام الباحث التونسي على إجراء البحوث ذات الطابع التطبيقي ونشر الأوراق العلمية وتسجيل براءات الاختراع فحسب، بل سعى كذلك جاهدا إلى تثمين هذه البحوث والتعريف بها للاستفادة منها اقتصاديا. من ذلك مشروع إنبات نبتة "الكينوا" في مناطق تعاني تربتها من الملوحة ونقص المياه العذبة الذي يشرف عليه مركز البيوتكنولوجيا الذي بلغ بعد سنوات من التجارب في منطقة الحزق بصفاقس وفي سيدي بوزيد (وسط تونس)، مرحلة الإنتاج وتوسيع زراعة هذه النبتة المقاومة للملوحة وذات القيمة الغذائية العالية في مناطق جديدة.

عمل البروفيسور خلال إشرافه على وكالة النهوض بالبحث العلمي على تفعيل آليات لتقريب نتائج البحث العلمي من المحيط الاقتصادي للاستفادة منها، على غرار برنامج "موبيدوك" الذي تتيح تمويل بحوث الدكتوراه التطبيقية التي تجرى في إطار التعاون بين مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي ومؤسسات صناعية أو اقتصادية بهدف إيجاد حلول تطبيقية مبتكرة. وقد أنتفع مئات الطلبة الباحثين من هذه الآلية.

بلغ عدد الأوراق المنشورة للعبدلي 425 بحثاً علمياً منشوراً في دوريات علمية محكمة بالإضافة إلى حوالي مائة ورقة أخرى في الدوريات المحلية ومئات المشاركات في التظاهرات العلمية الوطنية والعربية والدولية وثلاث براءات اختراع. ووصل مؤشر  h-index للباحث إلى 50  مع أكثر من 13 ألف اقتباس.

حصل الدكتور العبدلي على العديد من الجوائز تقديراً لجهوده في مجال البحث العلمي منها جائزة رئيس الجمهورية للبحث العلمي لعام 2016 بصفته أفضل باحث، ثم لعام 2018 بصفته مدير أفضل مخبر بحث. وعلى وسام الاستحقاق في العلوم والتربية لعام 2017. وهو عضو الأكاديمية التونسية للعلوم والآداب والفنون "بيت الحكمة" منذ مايو 2017.

يشار إلى أن جائزة الاتحاد الافريقي "كوامي نكروما" للامتياز العلمي تعد من أبرز الجوائز العلمية التي تسندها المنظمة الافريقية سنوياً على ثلاثة مستويات، وطنيا وإقليميا وقاريا (وهي الأرفع)، لتكريم باحثين وباحثات أفارقة تميزوا بمساهمتهم العلمية في مواجهة التحديات التنموية للقارة الإفريقية.

المصدر

• حوار أجريته لفائدة منظمة المجتمع العلمي العربي مع الدكتور العبدلي حول مسيرته العلمية.

البريد الالكتروني للكاتب: gharbis@gmail.com