للبحث الدقيق يمكنك استخدام البحث المتقدم أدناه

يعتمد البحث السريع على الكلمات الموجودة داخل عنوان المادة فقط، أما البحث المتقدم فيكون في كافة الحقول المذكورة أعلاه

ميثاق مصري لأخلاق البحث العلمي

الوضع الراهن ونظرة مستقبلية

  • د. طارق قابيل

    أكاديمي، كاتب ومترجم ومحرر علمي

  • ما تقييمك؟

    • ( 3 / 5 )

  • الوقت

    01:38 م

  • تاريخ النشر

    31 يناير 2022

شهد النصف الأخير من القرن العشرين ثورة هائلة في التطور العلمي والتكنولوجي في مختلف المجالات. وعلى الرغم من الدور الرائد الذي تحققه هذه الثورة في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات الإنسانية، إلا أن بعض البحوث العلمية، وخاصة البحوث البيولوجية وتطبيقاتها التكنولوجية قد تجاوزت الحدود الأخلاقية لتدعم القوة التدميرية لأسلحة الدمار الشامل ولتشكل اعتداء صارخا على حقوق الإنسان في حياة كريمة وصحة جيدة، ومقدرات وراثية آمنة، ولتمثل تهديدا خطيرا للبيئة وللتنوع البيولوجي الطبيعي.

أخلاقيات البحث

أخلاقيات البحث هو تطبيق أساسيات المبادئ الأخلاقية في العمل البحثي. وتشمل مجالات الاختبارات على الإنسان والحيوان، ويعتبر إعلان هلسنكي لعام 1964 أساسا للقواعد السلوكية المقبولة عالميًا بالنسبة للطب. وتعتمد العلوم الاجتماعية على مجموعة أخلاقيات تختلف بعض الشيء عن ما يتطلبه الطب.

أخلاقيات البحث العلمي هي قسم من أقسام علم الأخلاق الذي يهدف إلى التمسك بجميع المثل والمبادئ الأخلاقية، مع تجنب الغش أو الانتحال أو التزوير للمعلومات وكل ما يسيء للعمل العلمي البحثي. ومن الممكن تعريفها أيضا بأنها مجموعة القواعد التي تقود الباحثين وتساعدهم في تقرير أي من الأهداف أهم، وتسوية القيم التي فيها إشكالات معينة.

يعتمد بناء البحث العلمي والأكاديمي على الثقة، فمن الضروري أن يثق الباحث الأكاديمي أن نتائج أي بحث دقيقة وصحيحة وخالية من أي تزوير. ولهذا، فإن لأخلاقيات العمل البحثي دور هام في نشر المعلومات الصحيحة.

ويستلزم بناء الأبحاث العلمية عالية الجودة أن تكون هناك ثقة بالمضمون البحثي وبالنتائج التي توصل إليها، وهذا يحتاج إلى الالتزام الكامل بجميع أخلاقيات البحث العلمي والصفات التي يجب أن يتحلى بها الباحث، مما يوصلنا إلى دراسات علمية مهمة، تلعب دوراً كبيرً في نشر البيانات والمعلومات والنتائج الموثوقة الدقيقة، التي لها تأثير كبير على تطور العلوم والمجتمعات.

إن أخلاقيات البحث العلمي تعتمد على العديد من الأسس التي يفترض أن يتحلى ويتسم بها البحث العلمي، بداية من مرحلة اختيار موضوع البحث مروراً بخطوات الإعداد للدراسة، وصولا إلى مرحلة تنفيذ وكتابة البحث أو الرسالة العلمية.

أهم المسائل الأخلاقية

من أهم المسائل الاخلاقية التي تتعلق بمسائل البحث والنشر العلمي هي:

- النزاهة: فالنزاهة والواجب الصالح هي مسؤولية كل باحث وناشر للمقالات الأكاديمية.
- آلية المراجعة: إن نظام مراجعة الأقران هو من أسس التأكيد على جودة ونزاهة العمل البحثي الرصين.
- مقاييس الأخلاقيات: هناك العديد من الحالات اللاأخلاقية التي استغلت تهاون في ضبط المقاييس الموضوعة.
- حقوق الملكية الفكرية: من يملك حقوق الأفكار وكيفية ترتيب أسماء المؤلفين على المنشورات.

الموضوعية العلمية: فالموضوعية تعني تقيد الباحث بالمنهجية العلمية للبحث، وجمع البيانات ومعالجتها كما هي دون التعديل فيها لتلائم آراء الباحث أو ميوله. وبهذا المعنى تكون الموضوعية بعدم إدخال آراء ووجهات نظر الباحث في العملية البحثية التي يجب أن تتبع الضوابط المحددة لها.

أخلاقيات البحث العلمي في مصر: الوضع الراهن ونظرة مستقبلية

لقد أيقن العالم أن التعامل مع مخلوقات الله - عامة – يجب أن يكون في إطار القيم الأخلاقية النابعة من الشرائع السماوية. لذلك حرصت الدول المتقدمة على إصدار التشريعات، ووضع الضوابط الأخلاقية المنظمة للبحث العلمي، فقامت بإصدار المواثيق الأخلاقية.

لم تتخلف مصر عن هذه المسيرة، فقامت بعقد المؤتمرات والندوات المعنية بضرورة مراعاة الضوابط الأخلاقية في البحث العلمي، وقامت أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا بإنشاء مجلس من بين مجالسها النوعية هو مجلس أخلاقيات البحث العلمي، ليتولى الإعداد والتخطيط ورسم السياسات من أجل الالتزام بالضوابط الأخلاقية في البحث العلمي، ولتحقيق أهدافه لخدمة تقدم المجتمع ورفاهيته.

ومؤخرا، عقد مجلس أخلاقيات البحث العلمي أحد التشكيلات العلمية بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا تحت رعاية الدكتور محمود صقر، رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، ورشة حول الدراسة التي قام بإعدادها تحت عنوان "أخلاقيات البحث العلمي في مصر: الوضع الراهن ونظرة مستقبلية"، وافتتح الورشة نيابة عن رئيس الأكاديمية الدكتور أحمد مجدي جبر، المشرف على المجالس النوعية بالأكاديمية".

وحضر الورشة الدكتور مجدي جبريل شحاتة، مقرر مجلس أخلاقيات البحث العلمي بالأكاديمية، والدكتور سعيد سالم جويلى، أمين مجلس أخلاقيات البحث العلمي ورئيس فريق عمل الدراسة المذكورة. وتناولت الجلستين الأولى والثانية لورشة العمل قيام مقرري مجموعات العمل الإثنى عشر الذين قاموا بإعداد الدراسة بعرض نتائج وتوصيات دراستهم، كما تناولت الورشة تشخيص الوضع الراهن لأخلاقيات البحث العلمي في مصر في مختلف فروع البحث العلمي واستشراف المستقبل لها.

ودار حوار مثمر بين المشاركين والحضور وبواسطة برنامج Zoom حول مختلف جوانب الدراسة كان له أكبر الأثر في إثراء هذه الدراسة التي تعد من الدراسات الإستراتيجية الهامة التي تقوم بإعدادها أكاديمية البحث العلمي.

وقد انتهت الورشة إلى العديد من النتائج والتوصيات المعنية بمستقبل أخلاقيات البحث العلمي في مصر كان من بينها سرعة إصدار الميثاق المصري لأخلاق البحث العلمي، استكمال واقتراح القوانين اللازمة لمشروع الجينوم البشرى المصري، سرعة إصدار قانون حيوانات التجارب المكمل لقانون التجارب الإكلينيكية الصادر عام 2020، تحديد القواعد الإرشادية لوضع الضوابط الأخلاقية للبحث العلمي، تحديد القواعد الإرشادية بتشكيل اللجان الأخلاقية وتحديد اختصاصاتها والعواقب المترتبة على انتهاك أخلاقيات البحث العلمي، وتشكيل لجنة علمية متخصصة لوضع منهج علمي لأخلاقيات البحث العلمي، بالإضافة إلى توعية مختلف وسائل الإعلام بأخلاقيات  البحث العلمي لتقوم بدورها لتوعية المواطنين.

والدراسة التي قام بإعدادها مجلس أخلاقيات البحث العلمي بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا بعنوان: "أخلاقيات البحث العلمي في مصر: الوضع الراهن ونظرة مستقبلية"، تعد من أهم الدراسات الاستراتيجية التي تقوم بإعدادها الأكاديمية، وذلك لأنها الدراسة الأولى من نوعها، التي يتم اعدادها باللغة العربية في مصر و الدول العربية، نظرا لما تضمنه منهجها وخطتها البحثية، من بحث وتقصي للمفاهيم الأساسية للضوابط الأخلاقية في البحث العلمي، بصفة عامة، وبيان الضوابط الأخلاقية الواجب مراعاتها في مختلف فروع البحث العلمي (وهي البحوث الطبية و الدوائية والاحيائية، وكذلك تلك المتعلقة بالبيئة و المياه و الزراعة و الصناعة و الطاقة و البناء والذكاء الاصطناعي و العلوم الاجتماعية).

وتتكون الدراسة من مقدمة وأربعة أبواب رئيسية والخاتمة. تناول الباب الأول بيان وتحديد معنى بعض المفاهيم الأساسية لأخلاقيات البحث العلمي بصفة عامة:

التعريف بالأخلاق والقانون والبحث العلمي وضوابطه الأخلاقية؛ والمواثيق الأخلاقية؛ واللجان الأخلاقية. وتناول الباب الثاني بحث الضوابط الأخلاقية في مختلف فروع البحث العلمي السابق الإشارة إليها. أما الباب الثالث فكان وقفا على دراسة موقف الجهات المعنية من الوزارات والجامعات ومراكز البحث العلمي، والمؤسسات الدينية والمجتمع المدني والجهات الأخرى من أخلاقيات البحث العلمي. وكان الهدف من البابين الثاني والثالث هو الوقوف على الوضع الراهن لأخلاقيات البحث العلمي في مصر، ليتولى الباب الرابع عرض أهم النتائج والتوصيات والنظرة المستقبلية لها.

وقد اشترك في إعداد هذه الدراسة نخبة من العلماء الأجلاء أعضاء مجلس أخلاقيات البحث العلمي، والمجالس النوعية بالأكاديمية، ومن مختلف الجهات الأخرى المعنية، وكانوا يعملون ليل نهار، وفي ظل ظروف صعبة جدا غير مسبوقة، بسبب جائحة كورونا، من أجل إخراج هذه الدراسة بالشكل اللائق، حتى خرجت إلى حيز النور، بفضل الله وتوفيقه، ثم بالدعم المتواصل من إدارة الأكاديمية والعاملين بها برئاسة الأستاذ الدكتور محمود صقر رئيس الأكاديمية، لتستفيد منها مراكز البحث العلمي والجامعات والوزارات والهيئات المعنية الأخرى.


وقد انتهت الدراسة إلى العديد من النتائج والتوصيات المعنية بمستقبل اخلاقيات البحث العلمي في مصر كان من بينها:

1- سرعة اصدار الميثاق المصري لأخلاقيات البحث العلمي.
2- استكمال واقتراح قوانين بمناسبة بدء مشروع الجينوم البشرى المصري.
3- سرعة اصدار قانون حيوانات التجارب المكمل لقانون التجارب السريرية على البشر.
4- تحديد القواعد الإرشادية لوضع الضوابط الاخلاقية للبحث العلمي.
5- تحديد القواعد الإرشادية المعنية بتشكيل اللجان الأخلاقية، وتحديد اختصاصها والعواقب المترتبة على انتهاك أخلاقيات البحث العلمي.
6- تشكيل لجنة علمية متخصصة لوضع منهج علمي لأخلاقيات البحث العلمي يتم تدريسه في المراحل التعليمية المختلفة.
7- توعية مختلف وسائل الإعلام بأخلاقيات البحث العلمي لتقوم بدورها لتوعية المواطنين.

 

المصدر

أكاديمية البحث العلمي تناقش الوضع الراهن لأخلاقيات البحث العلمي في مصر

 

 


تواصل مع الكاتب: tkapiel@sci.cu.edu.eg​

 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء المؤلفين وليست، بالضرورة، آراء منظمة المجتمع العلمي العربي


يسعدنا أن تشاركونا أرائكم وتعليقاتكم حول هذهِ المقالة عبر التعليقات المباشرة بالأسفل أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي الخاصة بالمنظمة

     

هذا والموقع يساعد المؤلف على نشر إنتاجه بلا مقابل من منفعة معنوية أو مادية، شريطة أن يكون العمل متوفراً للنسخ أو النقل أو الاقتباس للجمهور بشكل مجاني. ثم إن التكاليف التي يتكبدها الموقع والعاملون عليه تأتي من مساعدات ومعونات يقبلها الموقع ما لم تكن مرتبطة بأي شرط مقابل تلك المعونات.

ترخيص عام

الموقع قائم على مبدأ الترخيص العام للجمهور في حرية النسخ والنقل والاقتباس من جميع المحتويات والنشرات والكتب والمقالات، دون مقابل وبشكل مجاني أبدي، شريطة أن يكون العمل المستفيد من النسخ أو النقل أو الاقتباس متاحا بترخيص مجاني وبذات شروط هذا الموقع، وأن تتم الاشارة إلى منشورنا وفق الأصول العلمية، ذكرا للكاتب والعنوان والموقع والتاريخ.

مواضيع ذات علاقة

0 التعليقات

أضف تعليقك

/* Whatsapp Share - 26-6-2023 */