للبحث الدقيق يمكنك استخدام البحث المتقدم أدناه

يعتمد البحث السريع على الكلمات الموجودة داخل عنوان المادة فقط، أما البحث المتقدم فيكون في كافة الحقول المذكورة أعلاه

دراسة حديثة

المضادات الحيوية تنتشر في مياه المتوسط بسبب مياه الصرف

  • الصغير محمد الغربي

    صحفي علمي

  • ما تقييمك؟

    • ( 5 / 5 )

  • الوقت

    10:17 ص

  • تاريخ النشر

    16 يونيو 2022

تقوم الدول المطلّة على البحر الأبيض المتوسط بإلقاء مياه الصرف الصحي المعالجة وغير المعالجة أحيانا في البحر. وقد ساهمت هذه التصريفات الكبيرة لمياه الصرف الصحي في تلوث بيئات الاستقبال الطبيعية المختلفة، ولا سيما البحرية منها.

في دراسة علمية جديدة قام فريق دولي من الباحثين بتحليل جودة مياه الصرف الصحي في خمس بلدان متوسطية هي مصر والمغرب والجزائر وتونس وإيطاليا. وأظهرت نتائج فحص مجموعة من عينات مياه البحر، انتشارا واسعا للمضادات الحيوية في البيئة البحرية المتوسطية، رغم أن جودة مياه الصرف الصحي المعالجة ومياه البحر كانت مستوفية للمعايير والقيود الموصى بها في جميع بلدان البحر الأبيض المتوسط.

وقد نشرت نتائج الدراسة العلمية التي شارك فيها باحثون من البلدان المشمولة بالدراسة مؤخرا في دورية Sustainability العلمية. وتعد الورقة من بين البحوث القليلة التي قامت بدراسة مياه الصرف الصحي وتأثيرها على البيئة البحرية في عدة بلدان متوسطية في نفس الوقت.

يحتاج الإنسان إلى استخدام المياه ليس فقط كمادة ضرورية للحياة ترتكز عليها جميع مكونات السلسلة الغذائية التي يحتل فيها الحلقة الأعلى، بل يحتاجها كذلك في أغلب الأنشطة المنزلية والزراعية والصناعية، لكن أغلب هذه الأنشطة تنتج مياها عادمة في حاجة إلى المعالجة يتم تصريفها بانتظام في البيئة الطبيعية، وخاصة البحر والأنهار والبحيرات.

بحسب الباحثين تعتبر نسبة السكان الموصولين بأنظمة الصرف الصحي البلدية في دول البحر الأبيض المتوسط مرتفعة. لكن العديد من القرى والتجمعات السكنية الصغيرة لا تزال غير مجهزة بمحطات معالجة مياه الصرف الصحي بسبب ارتفاع التكلفة.

تحتوي مياه الصرف على كائنات حية دقيقة يمكن أن تكون مضرة بالبيئة البحرية

ومن المعلوم أن مياه الصرف الصحي تحتوي على مجموعة متنوعة من الكائنات الحية الدقيقة التي يمكن أن تسبب أمراضا خطيرة للإنسان والحيوان والنبات، على الرغم من أن معظمها غير ضار.

وقد أدّى الإفراط في استخدام المضادات الحيوية -في الطب البشري والقطاعات الأخرى- والتي ينتهي بها الأمر في مياه الصرف، إلى عواقب بيئية وخيمة خلال العقود الأخيرة. وبحسب دراسات علمية سابقة توجد المضادات الحيوية بكميات كبيرة في مياه الصرف الصحي والكثير من المسطحات المائية العذبة والبحرية. وبسبب هذا الانتشار واسع النطاق لكميات كبيرة من المضادات الحيوية، فإن احتمال انتشار جينات المقاومة بين البكتيريا يمثل مشكلة صحية كبيرة، وفقا للباحثين.

تعيق هذه المخاطر إمكانية إعادة استخدام هذه المياه لسد الاحتياجات المتزايدة من المياه في مختلف القطاعات الاقتصادية لبلدان حوض المتوسط، التي يعاني أغلبها من نقص فادح في المياه. ويمكن أن تمثل مياه الصرف الصحي المعالجة موردا مائيا محتملا يتعين تثمينه. لذلك، فإن تقييم التأثيرات قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى على البيئة الطبيعية، ولا سيما البيئة البحرية، والبيئة الاجتماعية والاقتصادية، والصحة، هو في الأساس مكون مهم يجب دراسته باهتمام كبير.

خارطة تبين أماكن أخذ العينات التي تم تحليلها في الدراسة

في هذه الورقة العلمية الجديدة، قام الباحثون بدراسة عوامل التلوث الفيزيائية والكيميائية في مياه الصرف الصحي الخام والمعالجة، وفي مياه البحر الساحلية التي تم جمعها من خمس بلدان متوسطية. وأجروا تقييما لمنظومات معالجة مياه الصرف الصحي فيما يتعلق بالمجتمعات البكتيرية الكلية السائدة وكثافتها وتنوعها في أنظمة معالجة مياه الصرف في هذه البلدان المختلفة، إضافة إلى تحديد بعض سمات الحساسية للمضادات الحيوية وتحديد مدى مقاومة البكتيريا المعزولة من عينات الدراسة للمضادات الحيوية.

لهذا الغرض، قام مؤلفو الدراسة في فبراير 2017 بأخذ عينات من مياه الصرف الصحي الخام والمعالجة ومياه البحر من خمس بلدان متوسطية، وهي تونس والجزائر والمغرب ومصر وإيطاليا. وتم جمع لتر من الماء من كل موقع على عمق متر واحد ونقلت جميع العينات على الفور إلى المختبرات حيث حفظت في الظلام عند 4 درجات مئوية في انتظار تحليلها.

أظهرت النتائج الرئيسية التي تم الحصول عليها في هذه الدراسة أن جودة مياه الصرف الصحي المعالجة ومياه البحر مناسبة ومستوفية للمعايير والقيود الموصى بها في جميع بلدان البحر الأبيض المتوسط. وكانت محطات معالجة مياه الصرف الصحي في إيطاليا ومصر الأكثر كفاءة في تقليل حمل الملوثات. علاوة على ذلك، أظهرت النتائج مستويات منخفضة عموما لجميع المعادن المختبرة تقل عن المعايير القصوى المحددة في دول المنطقة. وسجل الباحثون تنوعا كبيرا في المجتمعات البكتيرية التي يبدو أنها تأثرت في السنوات الماضية بالتغيرات في الظروف البيئية، مما يعد مؤشرا هاما على الأداء العام لأنظمة معالجة المياه في هذه البلدان.

في المقابل، أظهر فحص الحساسية للمضادات الحيوية ل 18 سلالة بكتيرية معزولة من عينات المياه المختلفة، أن معظمها أظهر مقاومة لعائلة واحدة على الأقل من المضادات الحيوية، مما يؤكد الانتشار الكبير للمضادات الحيوية في العقود الماضية في البيئة الطبيعية.

وتوصلت الدراسة إلى أن المقاومة البكتيرية للمضادات الحيوية تعد في الوقت الحاضر مشكلة صحية رئيسية وعامة في حوض البحر الأبيض المتوسط، وأن هذه النتائج تسلّط الضوء على الحاجة إلى نظام مراقبة دائم، كما تزيد القلق بشأن انتشار مقاومة المضادات الحيوية في النظم البيئية الطبيعية، وخاصة في المياه.

وخلص الباحثون إلى أن هناك حاجة إلى الحد من الملوثات في مياه الصرف الصحي في دول حوض المتوسط إلى تركيزات أقل تتيح حماية البيئة الطبيعية.

 

المصدر

Chemical and Microbiological Assessment of Wastewater Discharged along the Mediterranean Sea.
> https://www.mdpi.com/2071-1050/14/5/2746/htm

 

 

تواصل مع الكاتب: gharbis@gmail.com​

 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء المؤلفين وليست، بالضرورة، آراء منظمة المجتمع العلمي العربي


يسعدنا أن تشاركونا أرائكم وتعليقاتكم حول هذهِ المقالة عبر التعليقات المباشرة بالأسفل أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي الخاصة بالمنظمة

      

تعرف على جائزة منظمة المجتمع العلمي العربي 2022

هذا والموقع يساعد المؤلف على نشر إنتاجه بلا مقابل من منفعة معنوية أو مادية، شريطة أن يكون العمل متوفراً للنسخ أو النقل أو الاقتباس للجمهور بشكل مجاني. ثم إن التكاليف التي يتكبدها الموقع والعاملون عليه تأتي من مساعدات ومعونات يقبلها الموقع ما لم تكن مرتبطة بأي شرط مقابل تلك المعونات.

ترخيص عام

الموقع قائم على مبدأ الترخيص العام للجمهور في حرية النسخ والنقل والاقتباس من جميع المحتويات والنشرات والكتب والمقالات، دون مقابل وبشكل مجاني أبدي، شريطة أن يكون العمل المستفيد من النسخ أو النقل أو الاقتباس متاحا بترخيص مجاني وبذات شروط هذا الموقع، وأن تتم الاشارة إلى منشورنا وفق الأصول العلمية، ذكرا للكاتب والعنوان والموقع والتاريخ.

مواضيع ذات علاقة

0 التعليقات

أضف تعليقك

/* Whatsapp Share - 26-6-2023 */