وهذه الورقة محاولة علمية للتعرّف على أهم القضايا المرتبطة بسوسيولوجيا الإعلام الجديد والتي يطرحها ويناقشها علم الاجتماع، بالتركيز على قضايا إجتماعية تتمّ من خلال عملية التفاعل الاجتماعي المتبادل الذي يميز هذا الاعلام، وأهمية تأثيره على عملية التنشئة الاجتماعية داخل الاسر، و القدرة على الحرية في الطرح من قبل المستخدمين لهذا الإعلام الجديد، في ظل غياب السلطة الضابطة لها، والتأثير على الرأي العام، بل وتشكيله، وتكوين الاتجاهات السياسية في المجتمعات وصولاً الى طرح مفهوم الهوية العالمية من خلال بوتقة القيم الاجتماعية التي تأثّرت بالتغيير الاجتماعي الذي يعتبر نتيجة حتمية للتطور التكنولوجي الهائل، الذي أوجد لنا هذا الإعلام المؤثر في حياتنا الاجتماعية. ومن خلال عدة محاور، سيتم الطرح العلمي لهذا الموضوع عن طريق التحليل الاجتماعي الذي يعتمد على تحليل الوحدات الكبرى والوحدات الصغرى والتفاعلات الاجتماعية.

أولاً: سوسيولوجيا الإعلام الجديد

تُعتبَر وسائل الإعلام نظاماً أو نسقاً اجتماعياً له دوره ووظائفه، وله قدرة على التأثير والتأثّر بباقي النظم الاجتماعية المحيطة بالفرد، وقد كان لتطوّر وسائل الاتصال الحديثة، والتغيّر الذي حدث في طريقة إرسال الرسالة واستقبالها وطرق التأثير على الجمهور، أثر كبير على الأنساق الاجتماعية المكوِّنة للبناء الاجتماعي ككلّ. وركّز علم الاجتماع على دراسة مداخل نظرية عديدة توضح العلاقة بين عناصر الاتصال ودرجة تأثيرها وكيف تعمل في الإطار الاجتماعي، ومدى قدرة التقنيات الحديثة في الاتصال، إلى الاقتراب من خصائص الاتصال الشخصي، ثم قدرة وسائل الإعلام على إحداث التغيير في المجتمع ببثّ أفكارٍ حديثة، والتأثير في العلاقات الاجتماعية، والقيم وتشكيلات هويات الأفراد، ودور قادة الرأي والمؤثرين في مواقع التواصل كوسيطٍ بين الرسالة الإعلامية والمجتمع المتلقي. ولا ننسى أهمية الدور الوظيفي لوسائل الإعلام الحديثة، وكيف تتعدّد هذه الوظائف، وتتنوّع بتنوع وسائل الإعلام، وتتطور بتطورها وتتغير بتغيّر الجمهور، وتطوّره الثقافي العلمي، وبتعدّد اتجاهاته ومتطلباته وبتطور المجتمعات نفسها. (أبو الحسن، 2007، ص:9).

ولقد عرف الإعلام الجديد أو ما يسمى بالإعلام الرقمي الذي يعتمد على التفاعلات المبنية على خطين في الاتصال والتواصل، ويعتمد على الانترنت كوسيلةٍ أساسية في نقل المعلومات في جميع مجالاتها (cote2020).

وعرّفته غادة سيد (2017) بأنها تلك الوسائل الحديثة التي ظهرت بظهور الثورة المعلوماتية التي كان من أهم إفرازاتها ما صار يعرَف في الأوساط الاكاديمية بـ  Web2.0أو تطبيقات الجيل الثاني للإنترنت، والتي تميزت بسمة أساسية وهي التفاعلية، التي حوّلت المستقبل العادي في حالة وسائل الاعلام التقليدية (صحفة، إذاعة، تليفزيون) إلى منتج لإعلامه الخاص، من خلال مجموعة من التطبيقات والخدمات التي توفرها الشبكة كالمدونات والمنتديات وموقع مشاركة الفيديو  وشبكات التواصل متمثلة في فيسبوك وتويتر ولينكد إن (السيد، 2017، ص: 393).

وقد أصبح هذا الإعلام جزءًا من حياتنا اليومية، بحيث يقوم ببثّ المعلومات وتكرارها وتحديثها باستمرار، وبالتالي، لا مفر من المعلومات التي يقدمها لنا، فلم يعد بوسع الفرد التفكير، أو البحث عن المعلومة من دون وسائل الإعلام التي لا تؤثر على حياة الفرد فحسب، بل على المجتمع بأكمله (قلاعة، 2017). وانتقلت المجتمعات الآن من عصر الاختلاف والندرة إلى عصر التوافر الرقمي. ويمثل الانترنت المصدر الاساسي لوسائل الاتصال الجديدة في عالمنا اليوم، والذي لم تشهد المجتمعات مثيل لها من قبل، لا على مستوى تطبيقاتها ولا الاستخدام المكثف لها ولا تأثيراتها وانعكاساتها.

المقال كاملاً للقراءة والتحميل متاح عبر ملف PDF التالي: هنا

تواصل مع الكاتب: rena.rh@hotmail.com​

يسعدنا أن تشاركونا أرائكم وتعليقاتكم حول هذهِ المقالة عبر التعليقات المباشرة بالأسفل أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي الخاصة بالمنظمة