في الــ 17 مايو من كلِّ سنة، ومنذ العام 1968م يحتفل الاتحاد الدولي للاتصالات بيومِهِ العالمي للاتصالات؛ وذلك تخليدا لذكرى تأسيسه وتوقيع الاتفاقية الدولية للإبراق عام 1865م ويٌعتبر هذا اليوم واحداً مِن أقدم المناسبات التي يحتفل بها المجتمع العلمي الدولي. في 27 مارس 2006، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 252/60، الذي نصَّ على اعتبار يوم 17 مايو من كلِّ عام يوماً عالمياً لمجتمع المعلومات، وذلك لتركيز الاهتمام العالمي بشكل سنويٍّ على أهمية استفادة جميع سكان العالم من الفوائد الهائلة للثورة الرقمية وتكنولوجيا المعلومات والاتصال، وهو أيضاً يوم لنشر الوعي بفوائد أدوات ووسائل الاتصال والتواصل كالأنترنت وغيرها من التكنولوجيا الرقمية. وتوسيع مجالات تداوُلِها وردم الهوة الرقمية بين الدول المتقدمة في هذا المجال والدول التي مازالت في بداية الطريق الرقمي.

ووفقاً للتقاليد المعمول بها في الاحتفال بالأيام الدولية؛ يتم اختيار موضوعِ السنة، ويكون محور الاحتفال السنوي. وهذه سنة 2017م تم اخيار موضوع: (البيانات الضخمة من أجل إحداث تأثير ضخم)، والذي سبق وأن أقَره مجلس الاتحاد الدولي للاتصالات في دورته الماضية 2016 حيث سيتم استكشاف قدرة البيانات الضخمة في مجال التنمية وبحث فرص تحويل كميات كبيرة غير مسبوقة من البيانات إلى معلومات يمكنها دفع عجلة التنمية. إن البيانات الضخمة؛ عبارة عن مجموعِ البيانات الضخمة جدا والمعقدة التي يُصبح من الصعب معالجتها باستخدام أداة واحدة فقط من أدوات إدارة قواعد البيانات؛ أو باستخدام تطبيقات معالجة البيانات التقليدية. كما إن البيانات الضخمة عادة ما تتضمن مجموعة بيانات ذات أحجام تتخطى قدرة البرامج التي يشيع استخدامها لالتقاط وإدارة ومعالجة البيانات في غضون فترة زمنية مقبولة.

وحسب التقرير الصادر من مجلس الاتحاد الدولي للاتصالات؛ فان البيانات الضخمة هي تطور تكنولوجي مهم للغاية. والبيانات الضخمة مصطلح شامل للكميات الهائلة من البيانات الرقمية التي تُوَّلدها باستمرار مختلف الأجهزة التي يستخدمها سكان العالم، وغالباً ما يشمل القدرات التكنولوجية الناشئة في حل المهام المعقدة. وأضاف البيان؛ أن يسعى إلى تحويل البيانات الضخمة سواءً منها الناقصة أو معقدة وغير المنظمة إلى معلومات عملية في سياق التنمية الرقمية؛ على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية لدفع عجلة النجاح نحو تحقيق أهداف التنمية الشاملة والمستدامة (SDG) السبعة عشر للأمم المتحدة في 2030. وحول موضوع الاحتفال باليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات؛ قال الاتحاد الدولي في بيانه: إن موضوع اليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات لعام 2017م يرمي إلى تحديد الفرص والتحديات لضمان أن تصبح البيانات الضخمة أداة رئيسية لمعالجة التحديات المتعلقة بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة وقياس أثرها. وأكد البيان على تماشي موضوع اليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات لعام 2017 مع عمل الاتحاد الذي يسلط الضوء على التطورات التكنولوجية، التي يسرت ظهور البيانات الضخمة وتطوير المعايير المتصلة بها، وتحديد مصادر واستخدامات هذه البيانات، وتوسيع نطاق الرقامة من أجل تطوير مجتمع المعلومات ورصد التحسينات المنجزة بهذا الشأن.

وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات، فقد وجّه الأمين العام "دعوة إلى العمل" من أجل ما يلي:

• إنشاء وتعزيز نظام إيكولوجي وطني للبيانات من أجل التنمية المستدامة، حيث يتم توليد البيانات والتقاطها وتقاسمها وتحليلها بطرق مبتكرة، وزيادة قيمة البيانات والتحليلات من خلال السياسات الوطنية في سياق التنمية.
• تشجيع التعاون بين القطاعات وبين الوكالات وعبر الحدود في مجال البيانات، ووضع معايير موحدة لمصادر البيانات الناشئة وقابلية التشغيل البيني في مجال البيانات من خلال مراعاة سرعة تغير التكنولوجيات ومشهد البيانات.
• وضع سياسات وطنية واستراتيجيات للبيانات، وتوفير إطار تنظيمي واضح لتعزيز شفافية البيانات وتعميم منفعتها.
• تدعيم الجهود الدولية المبذولة لتعزيز الخصوصية والأمن وثقة الجمهور، والاستعمال الأخلاقي للبيانات بإشراك مجموعة متنوعة من أصحاب المصلحة.
• دعم البحث والتطوير؛ والارتقاء بهما لاستكشاف وفهم الإمكانيات والفرص التي تتيحها البيانات الضخمة، وتحسين المشهد الوطني للتعليم والتدريب في مجال البيانات للاستجابة للطلب المتزايد على المواهب والقدرات التحليلية المتميزة اللازمة لمجالات أوسع.
• دعم الجهود الدولية بشأن الأنشطة التعاونية في جميع القطاعات والبلدان، للتصدي لأي أزمة محتملة وقياسها، وتعزيز التعاون الإقليمي وبين القطاعات والمشاريع متعددة الجنسيات لتشجيع الابتكار باستخدام البيانات الضخمة.

• المزيد من المعلومات يُرجى زيارة موقع الاتحاد الدولي للاتصالات

بريد الكاتب الالكتروني: abualihakim@gmail.com