إن تربية الجاموس و النهوض بواقع حال هذه الثروة في العراق سينعكس بشكل إيجابي في تنمية الاقتصاد الوطني، لاسيما و نحن اليوم بأمسّ الحاجة للبحث عن قنوات أخرى لدعم القطاع النفطي من أجل تنمية الاقتصاد الوطني. و نعتقد أنّ النهوض بالثروة الحيوانية بشكل عام و الجاموس بشكل خاص سيوفر دعامة أساسية في توسيع قنوات النهوض باقتصاد البلد. كما إن الواقع الحالي للثروة الحيوانية و الانتاج الحيواني و تربية الجاموس في مناطق أهوار العراق و غيرها من المناطق بحاجة إلى إعادة تأهيل، حيث إن ما يواجه هذه الثروة من معوقات و مشاكل يدعونا جميعاً أن نعمل بشكل متكاتف لوضع الحلول المناسبة للنهوض بهذا القطاع.  و إن الإدارة الصحيحة لقطاع الجاموس تعتبر إحدى الدعامات الأساسية للوصول للهدف المنشود.

وعلى هذا الأساس فقد اقترح مركز الإرشاد الزراعي في محافظة ذي قار و بدعم و مساندة من مديرية زراعة ذي قار و المستشفى البيطري في ذي قار وكلية العلوم في جامعة ذي قار و ممثلية العراق في الإتحاد الدولي للجاموس، مشروع المدارس الحقلية لمربي الجاموس، و الذي سيمثل فرصة مهمة لتوفير إدارة صحيحة لهذا القطاع و التي من خلالها نصل إلى رؤية واضحة عن تعداد الجاموس و انتشاره في مناطق المحافظة المختلفة و التي ستدعم توجهات الإستثمار في هذا القطاع، كما انها ستوفر آلية جديدة لتعامل مربي الجاموس مع الدوائر و المؤسسات ذات العلاقة كدوائر الزراعة و البيطرة والارشاد الزراعي من خلال انتخاب رئيس و نائب للرئيس للمدرسة الحقلية يأخذ على عاتقه متابعة أمورهم مع الدوائر المذكورة نيابة عنهم.

كما لابد من الإشارة إلى أن هذه الممارسة هي الأولى من نوعها في العراق في قطاع الثروة الحيوانية و ستنفذ على مستوى القرى و النواحي و التي ستشكل نواة لجمعية على مستوى القضاء وصولاً لجمعية على مستوى المحافظة و التي نأمل في أن تأخذ طريقها على مستوى المحافظات الأخرى.

بريد الكاتب الإلكتروني: khalidalfartosi@yahoo.com