المياه من أجل الأمن الغذائي

في ديسمبر 1993 أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً باعتبار  يوم 22 مارس يوماً عالمياً للمياه. وكان ذلك بسبب تزايد الاهتمام العالمي بالمياه و زيادة الطلب عليها مع الزيادة السكانية في العالم، هذا بالإضافة إلى محدودية  الموارد المائية على سطح الأرض.

إنّ كوكب الأرض الذي يُعرف بالكوكب المائي هو الكوكب الوحيد حتى الآن الصالح لحياة الكائنات الحية، نظراً لتوفر الماء فيه، حيث ان 75% من مساحته تغطيها المياه، لكن معظم هذه المساحة من المياه هى مياه البحار والمحيطات، ولا تتجاوز نسبة المياه العذبة نسبة  2.5% منها، وهذه النسبة من المياه العذبة معظمها مياه متجمدة والمتبقي منها يتوزع على الأنهار والبحيرات والمياه الجوفية. إذاً الأزمة المائية للبشرية على الأرض  كانت وراء اهتمام المجتمع الدولي بقصية المياه، فأدى ذلك إلى عقد العديد من المؤتمرات و تشكيل البرامج والهيئات و تبني المشاريع  و إجراء الدراسات والأبحاث لمواجهة  هذه المشكلة.

ونظراً لندرة المياه و أزمتها على الأرض و التي تفاقمت مع عدد من العوامل الأخرى  كالأنشطة البشرية العشوائية في التلوث و الاستنزاف و إضرار التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الأرض و الذي أخلَّ  بتوزيع الإمطار،  كل هذه  العوامل و غيرها دفع الأمم المتحدة إلى تحديد الفترة من 2005 حتى العام 2015  كعقد دولي للمياه، و بالتالي إتخذ الاحتفال بيوم المياه العالمي منذ العام 2005 شعاراً وموضوعاً خاصاً للاحتفال. وكان شعار يوم المياه العالمي 2005 هو «الماء من أجل الحياة».  في عام 2007، كانت «مواجهة ندرة المياه» الموضوع الرئيسي ليوم المياه العالمي.

في العام 2008 اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً باعتبارها «السنة الدولية للصرف الصحي»، وفي عام 2009 ركزّ شعار اليوم العالمي للمياه على «المياه العابرة للحدود: المشاركة بالمياه، المشاركة بالفرص»، وفي عام 2010، كان شعار يوم المياه العالمي «مياه نظيفة لعالم سليم صحياً» و في العام  2011  كان  شعار اليوم العالمي «المياه للمدن: كيفية مجابهة التحدي العمراني»، اما شعار العام الحالي 2012 فهو «المياه من اجل الامن الغذائي».

وجعلت الأمم المتحدة موقعاً خاصا بهذه المناسبة وذكرت فيه أن نقص موارد المياه العذبة ستتسبب بنقص الغذاء في العالم، حيث بلغ تعداد البشر 7 مليارات نسمة في العالم، وهم في ازدياد، وحسب الإحصائيات يستهلك كل شخص ما معدله من 2 إلى 4 لتر من الماء يومياً، لكن اغلب المياه العذبة المتوفرة تستهلك لانتاج المصادر الغذائية، فعلى سبيل المثال، يتم استهلاك 15 ألف لتر من الماء لإنتاج كيلو من اللحم البقري، بينما يستهلك 1500 لتر لإنتاج كيلو من القمح. وإذا علمنا بأن هناك مليار شخص حالياً يعيشون في جوع مزمن و موارد مياه محدودة، و بالإضافة إلى النمو السكاني المتوقع، فان كل هذا يحتم علينا اتخاذ إجراءات جدّية لحل هذه الأزمة.

كما تطرق الموقع الى الاجراءات التي يجب اتخاذها لمواجهة أزمة المياه والأمن الغذائي والمتمثلة بترشيد إستهلاك المياه في الزراعة والإنتاج عموماً، وتقليل الهدر الغذائي الفاجع والذي يهدر كميات كبيرة من المياه، وكذا إنتاج أعلى كمية من الغذاء الجيد بأقل كمية من المياه وإتباع نظام غذائي صحي ومفيد. وبمناسبة اليوم العالمي للمياه الذي يتخذ فية شعار (المياه من أجل الأمن العذائي) نشر موقع منظمة الأمم المتحدة للأغذية و الزراعة FAO على موقعها على الانترنت مقابلة مع السيد الكسندر مولر، المدير العام المساعد، رئيس قطاع الموارد الطبيعية بالمنظمة  والتي تطرق فيها الى العلاقة بين أزمتي المياه والأمن الغذائي.