للبحث الدقيق يمكنك استخدام البحث المتقدم أدناه

يعتمد البحث السريع على الكلمات الموجودة داخل عنوان المادة فقط، أما البحث المتقدم فيكون في كافة الحقول المذكورة أعلاه

هل تشات جي بي تي آمن للأطفال؟

  • محمد معاذ

    باحث وكاتب تقني في مجال الذكاء الاصطناعي

  • ما تقييمك؟

    • ( 3.5 / 5 )

  • الوقت

    10:35 ص

  • تاريخ النشر

    01 أكتوبر 2023

ينتشر الذكاء الاصطناعي على نحوٍ متزايدٍ في مختلف المجالات. وقد كان عام 2022 أشبه بجرعةٍ تقنية مكثّفة بالنسبة لأولياء الأمور وكذلك الأطفال، وذلك مع ظهور الكثير من الأدوات، على رأسها تشات جي بي تي، والذي بات يلقى رواجًا كبيرًا. إنّ المخاوف بشأن الذكاء الاصطناعي ليست بجديدة، فهي قائمة منذ سنوات. لكنها قد تكون مهمة بالنسبة للأجيال الناشئة: الأطفال. فكيف يمكن لنا أن نتحدّث معهم حول سلامة أدوات الذكاء الاصطناعي مثل تشات جي بي تي؟

منظمة المجتمع العلمي العربي

 

هل تشات جي بي تي مناسب للأطفال؟

إنّ الحد الأدنى لسنّ استخدام البرنامج هو 13 عامًا، لذلك فهو يعدّ غير مناسب للأطفال الأصغر سنًا. ووفق شروط الاستخدام المنصوص عليها، يحتاج أيّ شخصٍ يتراوح عمره بين 13 و 18 عامًا إلى إذن الوالدين لاستعمال تشات جي بي تي. وفي هذا السياق، لا يمكننا التأكّد من أنّ الاستخدام خاضعٌ لإشراف أولياء الأمورـ، لكن الأكيد، أنّ الأطفال قد بدؤوا بالفعل في استخدامه، و مع مرور الوقت من المرجح أنهم سيكونوا أكثر تماسًا مع هكذا نوع من البرامج. لذلك من المهم إجراء مناقشات مفتوحة مع الأطفال حول ما تعنيه برامج الذكاء الاصطناعي كهذه للمستقبل، وفي أيّ سياقات ينبغي استخدامها. ذلك أنّ الجيل الحالي قد نشأ على التقنية، وسيتعرّض لبوتات الدردشة سواء أردنا ذلك، أم لا.

ماذا عن المخاطر؟

في حين أنّ تشات جي بي تي يعدّ تقنية مبتكرة. إلّا أنّ مسؤولية الأهالي في حماية أطفالهم أثناء استكشاف العالم الرقمي، تعدّ مسؤولية كبيرة لا ينبغي التغافل عنها، حيث توجد مخاطر وتهديدات تتّخذ العديد من الأشكال، والتي ينبغي على أولياء الأمور إدراكها. نذكر منها:

- ردود غير مناسبة ومحتوى غير لائق

لقد حظي إصدار"GPT-4" بشعبيةٍ كبيرة منذ إصداره في مارس 2023. ومنذ ذلك الحين، يتم استخدام البرنامج في كلّ شيء، بدءًا من برمجة ألعاب الفيديو الجديدة، إلى كتابة رسائل البريد الإلكتروني، وإجراء المحادثات، وما إلى ذلك. ومع مثل هذا العالم المفتوح من المعلومات، من المرجّح أن يصادف الأطفال مواد غير مناسبة. حيث يتم إنشاء جميع استجابات تشات جي بي تي من خلال مدخلات المستخدم ولا يتم تصفيتها، لذلك يمكن أن تُظهر نتائج البحث محتوى للبالغين غير مناسب، أو عنيف، لا يريد أولياء الأمور لأطفالهم رؤيته.

- الغش والانتحال

أظهرت إحدى الدراسات أنّ بوتات الدردشة مثل تشات جي بي تي، قد تنتحل أو تكتب مواد تحتوي على معلومات خاطئة أو متحيزة. لذلك من المهم أن يكون الطفل واعيًا بما يكفي لفهم عواقب المعلومات المضلّلة، وتفادي استخدامها لأداء الواجبات المدرسية. إنّ الأطفال عندما يعتمدون على برامج الدردشة للحصول على الإجابات، فهذا يعدّ نوعًا من الغش. ولا بدّ من الأخذ بعين الاعتبار، إلى أنهم قد لا يدركون عواقب الانتحال. ولهذا السبب من المهم للأهل مناقشة العواقب التي يمكن أن يواجهها الأطفال بفعل الغش في أداء المهام المدرسية.

- سرقة البيانات وانعدام الخصوصية

هناك مخاوف أخرى تتعلّق بالسلامة عبر الإنترنت والتي تنطبق أيضًا على تشات جي بي تي، وهي: الخصوصية. وبينما يُقال إن المحادثات والمعلومات التي يتمّ إدخالها في البرنامج هي "آمنة ومشفرة"، فإنّ البرنامج يفتح المزيد من مخاطر التصيد الاحتيالي وسرقة الهوية. حيث يمكن التلاعب بنتائج تشات جي بي تي بغية سرقة البيانات الشخصية للمستخدمين وخاصة الأطفال، الذين يسهل خداعهم للنقر على الروابط أو إعطاء المعلومات. وفي هذا السياق، أصبحت لإيطاليا أول دولة تحظر تشات جي بي تي، وذلك بسبب "جمع البيانات بشكلٍ غير قانوني، وعدم وضع ضوابط لاستخدامه من قبل القاصرين".


هل الحظر هو الحل؟

لا يزال من المبكر معرفة التأثير الكلّي لأدوات لذكاء الاصطناعي مثل تشات جي بي تي على الأطفال. نعم، قد لا يتعين عليهم البدء مبكرًا مع هذه التقنية، لكن نفترض أنه لا ينبغي أن يكون هناك حظر شامل، لأنّ الابتعاد عن هذه الأدوات، يمكن أن يؤدي إلى تخلّف الأطفال عن ركب التقنية. وبدلاً من طرح المخاوف فحسب، لا بدّ لأولياء الأمور من الحفاظ على تواصلٍ بنّاء وشفّاف مع أطفالهم حول ذلك، حيث أن ذلك سيقلّل من المخاطر، وإساءة الاستخدام.

وفي حين أنّ تشات جي بي تي قد يبدو أنّه وسيلة للأطفال للتعلّم والتواصل. لا بدّ من الالتفات إلى أنّهم قد يبدؤون بالاعتماد عليه، بدلاً من الدراسة والتعلّم بأنفسهم، ما يؤثر على اكتساب مهارات مثل التفكير النقدي، وما إلى ذلك.

إنّ تحديد ما إذا كان ينبغي على الأطفال استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي مثل تشات جي بي تي يبقى قرارًا شخصيًا، ولكن لا بد من مراعاة عددٍ من العوامل. ومع بعض إعدادات الرقابة من قبل أولياء الأمور، يمكن أن تكون مثل هذه الأدوات مفيدة للأطفال.

 

تواصل مع الكاتب: m.maaz@arsco.org​​

 


نُشر حديثاً للكاتب: الذكاء الاصطناعي التوليدي


 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء المؤلفين وليست، بالضرورة، آراء منظمة المجتمع العلمي العربي


يسعدنا أن تشاركونا أرائكم وتعليقاتكم حول هذهِ المقالة عبر التعليقات المباشرة بالأسفل أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي الخاصة بالمنظمة

       

هذا والموقع يساعد المؤلف على نشر إنتاجه بلا مقابل من منفعة معنوية أو مادية، شريطة أن يكون العمل متوفراً للنسخ أو النقل أو الاقتباس للجمهور بشكل مجاني. ثم إن التكاليف التي يتكبدها الموقع والعاملون عليه تأتي من مساعدات ومعونات يقبلها الموقع ما لم تكن مرتبطة بأي شرط مقابل تلك المعونات.

ترخيص عام

الموقع قائم على مبدأ الترخيص العام للجمهور في حرية النسخ والنقل والاقتباس من جميع المحتويات والنشرات والكتب والمقالات، دون مقابل وبشكل مجاني أبدي، شريطة أن يكون العمل المستفيد من النسخ أو النقل أو الاقتباس متاحا بترخيص مجاني وبذات شروط هذا الموقع، وأن تتم الاشارة إلى منشورنا وفق الأصول العلمية، ذكرا للكاتب والعنوان والموقع والتاريخ.

0 التعليقات

أضف تعليقك

/* Whatsapp Share - 26-6-2023 */